mardi 12 avril 2016

Une nouvelle approche d’intervention par le biais de l'activité physique adaptée

النشاطات البدنية والرياضة المكيفة شعاع المشاركة في الحياة الاجتماعية لصالح الأشخاص في وضعية إعاقة

الأستاذ رشيد بوكراع

الإعاقة والرياضة..

في الماضي القريب كلمتان لهما فرص ضئيلة للتعايش الناتجة عن الفهم السيئ والخاطئ للإعاقة ورسخ ثقافة التميز والتهميش. ولسوء الحظ لم تتخطى حتى الآن العراقيل والإيديولوجيات وأصبحوا كل الأشخاص في وضعية إعاقة ليس بإمكانهم ممارسة نشاطات بدنية وأن يحصلوا على الفوائد والإيجابيات التي توفرها لهم الفرصة للعيش الكريم، والممارسة البدنية كانت ومازالت حكرا على الأشخاص العاديين فقط. بالرغم من ذلك، تمكنوا (الأشخاص في وضعية إعاقة) من إثبات بجدارة وعزم على جعل الرياضة في متناولهم وتتكيف مع مطالبهم واحتياجاتهم الطبيعية وفي الأخير تحصلوا على نتائج من المستوى العالمي (ألعاب شبه أولمبية و قارية و بطولات) أثـبت لنا جميعا على مدا الكفاءات العالية والتحدي التي يتمتعون بها لتجاوز الصعوبات والإعاقة والحصول على نتائج مذهلة التي كانت غير متوقعة عند الغالبية من الناس...

من الممكن أن يرفع النشاط البدني والرياضي المكيف التحدي لتفضيل المشاركة (الدمج) بالنسبة لكل الأشخاص في وضعية إعاقة للتكيف والتعلم بواسطة الممارسة للنشاطات البدنية والرياضية المختلفة والتي تعتبر وسيلة لتجسيد ثقافة الإعاقة لدى المجتمع الجزائري وتساعد لا محالة في بناء علاقة تواصلية صريحة وفعالة التي ستساهم في بناء مجتمع تواصلي.
                                                                          

النشاط البدني المكيف بالجزائر والشخص في وضعية إعاقة

النشاط البدني المكيف بالجزائر والشخص في وضعية إعاقة

الشخص والمجتمع
كل فرد يحتاج طوال حياته أو خلال فترة من حياته إلى خدمات ملائمة لكي ينمو يتعلم أو يتدرب أو يتوافق مع متطلبات حياته اليومية أو الوظيفية أو المهنية ويمكنه أن يشارك في عمليات التنمية الشاملة بقدر ما يستطيع وبأقصى طاقاته كشخص وكمواطن.
تعريف الشخص في وضعية إعاقة
هو الشخص الذي يعتبر- الغير العادي- وقدم له العناية المناسبة وهو شخص ينحرف انحرافا ملحوظا عما يعتبره عادي ويتطلب تعديلات رئيسية تربوية والمدرسية والمهنية وإلخ. وينتمي الشخص في وضعية إعاقة إلى الفئة ثم الصنف وأخيرا الدرجة.
مفهوم الإعاقة
توجد مفاهيم مختلفة لمصطلح الإعاقة فيمكن تناولها على أنها "ضرر" أو "صعوبة" أصابت أو تصيب الفرد نتيجة الضعف أو القصور أو العجز وتحد أو تمنعه من أدائه دوره العادي (تتوقف على عوامل ثقافية، اجتماعية، جنسية، الخ.) وهي تمثل الجانب الاجتماعي للضعف أو العجز ونوع ودرجة الإعاقة والتي تؤثر في القيم والاتجاهات والتوقعات التي تراعي فيها البيئة الاجتماعية للأفراد، ونتجه في علاجها إلى أبعاد أساسية منها الاستقلالية (البدنية والحركية)، أداء العمل والمشاركة (الدمج) الاجتماعية، الاكتفاء الذاتي، الخ.
لمحة تاريخية وجيزة حول النشاط البدني المكيف (Activité Physique Adaptée)
في بداية السبعينات تم الاعتراف دوليا بمفهوم النشاط البدني المكيف في اطار المؤتمر العالمي الذي عقد في عام 1977 بمدينة Château Frontenac  كيبك - كندا.
أدخل مفهوم النشاط البدني المكيف إلى أوروبا في عام 1979 من قبل البلجيكي Jean Claude De Potter  والذي قام بتنظيم الندوة الدولية الثانية في النشاط البدني المكيف بالجامعة الحرة ببروكسل ببلجيكا.
ثم أنشئ عام 1989 الاتحاد الدولي للنشاط البدني المكيف IFAPA بمؤتمر برلين بألمانيا ولا يزال ينشط إلى يومنا هذا.                 https://fr.wikipedia.org/wiki/Activités_physiques_adaptées
الأستاذ الفاخر كليرمون سيمار (Pr. Clermont SIMARD) أب ومؤسس النشاط البدني المكيف لمدة 27 عاما ساهم من خلال تعاليمه والبحوث القيمة ونشر ما يقارب من 150 مقال في المجلات المعترف بها عالميا وشارك في تأليف العديد من الكتب.
مؤلف بارع وتواصلي استثنائي وعضو في العديد من المنظمات العالمية.
تعريف وجيز للنشاط البدني المكيف
تتداول بكثرة عبارات "الرياضة" أو "التربية البدنية" من طرف الأغلبية من الناس ولكن المفهوم الحديث هو النشاط البدني المكيف ويستعمل مصطلح "التكيف" أو التعديل للأنشطة البدنية أي بمعنى آخر، وضع النشاط البدني في متناول الممارسين وهذا بغرض تحقيق التنمية أو التوافق أو التحسين للمرضى أو الأشخاص في وضعية إعاقة، ويكون هذا التداول في كثير من الأحيان في بروتوكولات الرعاية المتعددة الكفاءات بالمؤسسة أو الجمعية المتخصصة.
-  النشاط: هي عملية تدخل ممنهجة تسمح بتحقيق مجموعة من الغايات بواسطة خدمات متعددة ومتنوعة ذات طابع تربوي أو صحي أو اجتماعي.
- البدن: هو يتعلق بكل جوانب الشخص، أي بمعنى آخر كل الأبعاد الانسانية.
-   المكيف: هو المعدل أو الملائم والذي يتمشى مع متطلبات وظروف الشخص.
يشمل النشاط البدني المكيف  (APA)على جميع الأنشطة البدنية والرياضية التي تتماشى خصيصا حسب قدرات وكفاءات ومؤهلات الشخص وتلقن لجميع الأشخاص (الأطفال والكبار) في وضعية إعاقة و/ أو الشيخوخة أو المصابين بأمراض مزمنة أو ذوي الصعوبات الاجتماعية الشخص الحدث أو المسعف أو المدمن وإلى آخره، بغرض الوقاية أو إعادة التأهيل أو التعافي أو إعادة الإدماج (الأسري والتعليمي والمهني والجمعاوي والمشاركة الاجتماعية)
وتمارس من قبل المهنيين المدربين كالمربين المتخصصين وعلى وجه التحديد في تقنيات الأنشطة البدنية والرياضية والسعي لتحقيق الأهداف التربوية والصحية ولاجتماعية ويكون تكوينهم بالجامعة أو مؤسسات التكوين.    (SFP-APA, 2010) 
الشخص ومختلف الصعوبات أو المعوقات
كل الأشخاص الذين يعيشون إعاقة أو صعوبة ما تتطور لديهم اضطرابات متعددة ومتنوعة حسب الفئة والصنف الذي ينتمون إليه من جراء عوامل داخلية وخارجية.
‌أ.     العوامل الداخلية: كما يعرف لدا العام والخاص أن الإعاقة أو الصعوبة مهما كان نوعها تتسبب في ظهور عدة اضطرابات ومعوقات مختلفة(حسب الفئة أو درجة الاعاقة)
-   تاصعوبات الأكثر ظهورا:
1.  فقدان الاستقلالية.
2.  غياب اتصال خارجي خاصة لدى الحالات العميقة.
3.  رداءة التنسيق والحركات الطفيلية.
4.  انعدام المراقبة للقوة والسرعة.
5.  قدرات محدودة في الحركية الدقيقة.
6.  غياب التطلع والمثابرة والتي تحد من تصرفاتهم الاستكشافية.
7.  رداءة التنسيق البصري الحركي.
8.  وضعية رديئة للرأس والحوض(ضعف الصورة الجسمانية)
9.  صعوبة فضائية زمنية.
10.   صعوبة في الجانبية وإلخ...
ب.     العوامل الخارجية:
· التهميش والإقصاء من المشاركة في النشاطات اليومية(لا يطمح لممارسة نشاط بدني)
·  الحماية المفرطة من طرف الأبوين(يمنع من كل نشاط حركي ما بحجة المخاطر)
· انعدام كلي للنشاطات البدنية التي من الممكن برمجتها بالمؤسسة( الركود المجبر)
·   عوامل أخرى(ثقافية واجتماعية واقتصادية، الخ.)
الأثر الإيجابي للنشاط البدني المكيف
يهدف النشاط البدني المكيف عن طريق "خصوصياته" إلى مساعدة ومرافقة كل الأشخاص في حالة إعاقة على إبراز كفاءتهم ومؤهلاتهم وقدراتهم الذاتية (البدنية والنفسية الحركية والحسية الحركية (لكي تنمى وتستغل عن طريق النشاطات الحركية المختلفة، والتي يجب برمجتها وإدراجها في برنامج المرافقة (التكفل) بالمؤسسة المتخصصة.  لا بد أن يأخذ النشاط البدني المكيف المكانة الحقيقية والطبيعية ليصبح من أهم النشاطات التربوية الحيوية والضرورية في جميع الأبعاد أو ثلاثية الأبعاد للنشاط البدني المكيف:
-  من الناحية التربوية: إعطاء الفرصة للتعبير وإبراز المؤهلات الذاتية لديه لتنمى وتستغل.
- من الناحية الصحية: تعزيز العامل الصحي وتفادي الانطواء واسترجاع الكفاءات المفقودة.
-  من الناحية الاجتماعية: الحصول على الاستقلالية عن طريق تنمية العلاقات لتعزيز المشاركة في الحياة اليومية.
الإجراءات البيداغوجية العامة
تتسبب الإعاقة لدا كل شخص صعوبات جمة منها الحركية والنفسية والعضوية والعلائقية، الخ.
لنعمل كلنا كمتدخلين متخصصين على تخفيف تلك الصعوبات بواسطة النشاطات البدنية المكيفة وهذا بتحفيز الأشخاص المعنيين وتوفير كل الإمكانيات المادية والمعنوية لنجاح عملية المرافقة والمتابعة بتنمية تدريجيا مقاربة مهنية صحيحة وفعالة (سيرورة التدخل المهني) :
1.  يجب في البداية فهم والتعرف على المستهلك ولو كان الاكتشاف وجيز،
2.  ثم نحاول أن نحدد ما هي الحاجيات الضرورية كشخص وكمستهلك،
3.وبعد ذلك من الضروري تحديد أغلبية الصعوبات أو المعوقات والاضطرابات المختلفة الأكثر تأثيرا سلبا،
4. وفي الأخير يعمل المتدخل على تحديد الخدمات التي من الممكن أن يقدمها لهم حسب نوعية المؤسسة والفئة المعنية.
 كل هذا يساعد المتدخل على القيام بالدور المنوط والاختيار الأنسب للنشاطات والمناهج والوسائل وللفضاءات وحتى كيفي التواصل والتي تساهم كثيرا في تنمية وترقية وإشراك الشخص مع تكافؤ الفرص للجميع.

أنماط التدخل (حسب الصعوبة)
يجب أن نركز في تدخلاتنا المهنية على عدة عوامل اساسية التي تساهم في تحسين وتعزيز المرافقة النوعية وكذلك المتابعة الحكيمة لنجعل الشخص المستفيد من الخدمات المتوفرة على ايجاد كل الفرص للتنمية والترقية واثبات الوجود، وتكون التدخلات المهنية على العموم كالتالي:
1. تحديد الحاجيات الضرورية والدوافع.
2. القدرة على ملاحظة الشخص في جميع الأبعاد (الحركي والنفساني والعلائقي والخ)
3. استثارة كل المؤهلات لدى الشخص لاستغلال قدراته ولإبراز كفاءاته الذاتية المحفوظة (العقلية والحركية والنفسية، إلخ) ولو كانت بسيطة.
4.تنمية الصورة الإيجابية للشخص والتي تجعله يثق في كفاءاته لحثه على المشاركة.
5. خلق رغبة لتدريب جسده والإحساس بقدراته الذاتية.
6.  خلق فضاء تواصلي لتنمية التواصل الجسدي واللفظي والاشاري والامائي.
7.  تنمية إلى أقصى درجة قدراته الفعلية والتفاعلية الذاتية مع المحيط الطبيعي.
8.  خلق رغبة لبناء علاقات تبادلية وعلاقات اجتماعية.
9.  خلق رغبة للتكيف مع المحيط الملموس.
المرافقة والمتابعة المتواصلة والفعلية لتنمية وتفعيل المشاركة الاجتماعية(الدمج)
 المصادر القانونية
التشريع  الجزائري
1. القانون رقم 02-09 المؤرخ في 25 صفر 1423 الموافق 8 ماي 2002، المتعلق بحماية وترقية الأشخاص المعاقين.
2.  القانون رقم 13-05 المؤرخ في 14 رمضان 1434 الموافق 23 جويلية 2013، المتعلق بتنظيم وتنمية التربية البدنية والرياضة.
3.  المرسوم التنفيذي رقم 06-455 مؤرخ في 20 ذي القعدة عام 1427 الموافق 11 ديسمبر 2006، يحدد كيفيات وصول الأشخاص المعاقين إلى المحيط المادي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي.
4.  المرسوم التنفيذي رقم 12-04 المؤرخ في 10 صفر عام 1433 الموافق 4 جانفي 2012، متعلق بالقانون الخاص بمؤسسات الأطفال المسعفين و المعاقين.
الأعراف الدولية
1. الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان(CIDH) والطفل(CIDE) ، لاسيما البند 26 للإعلان الشامل لحقوق الإنسان والذي ينص على:"كل شخص له الحق في التعليم" والبنود 28،29 للإعلان الدولي لحقوق الطفل الذي يؤكد على  أن تعليم يجب أن "يسهل تفتح الشخصية" للشخص...
2. الاتفاقية الدولية حول الأشخاص المعوقين(CIDPH) المؤرخة في 23 مارس 2007 على كل الحقوق الكاملة للشخص المعوق والذي ينص في البند 30 على "المشاركة في الحياة الثقافية وأنشطة الترفيه والتسلية والرياضة لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من المشاركة على قدم المساواة مع الآخرين في الأنشطة الترويحية والترفيهية والرياضية، وتتخذ الدول الأعضاء التدابير المناسبة من أجل ذلك".
 الخاتمة
جميع التدخلات يجب أن تتركز على القدرات والاستعدادات وحاجيات ورغبات الشخص في وضعية اعاقة مع الأخذ بعين الاعتبار امكانيات المؤسسة وبالطبع المشاركة الضرورية للفريق المتعدد الكفاءات أو التخصصات لأن لها أهمية كبيرة لنجاح عملية المرافقة والمتابعة.
الأهداف المتبعة تعني من جهة تنمية القدرات والكفاءات والمؤهلات الذاتية ومن جهة أخرى التخفيف من والاضطرابات والتثمين الذاتي والتي تهدف إلى التكييف المقبول في كل الظروف التي تعترضهم ليطمح الشخص للمشاركة في نشاطات الحياة اليومية.
برنامجا مكيفا وثري مندمجا ضمن برامج المؤسسة سيدعم المرافقة الحقيقية لهذه الشريحة من المجتمع والتي لها الحق في العيش الكريم كفرد لا يتجزأ من المجتمع لبناء مشروعه الحياتي والمشاركة الفعلية في التنمية الشاملة.
                                        
                                 
       الأستاذ رشــــيد بوكراع
خبير ومستشار في التربية الخاصة

mercredi 26 novembre 2008

النشاط البدني المكيف بالجزائر مفهوم حديث

المقدمة

ندرك كلنا جيدا أهمية النشاط البدني في تعزيز وتحسين الكفاءات المختلفة لكل الأشخاص في وضعية إعاقة أو ذوي الصعوبات، وندرك كذلك الغياب الفادح لهذا النشاط بالمؤسسات المتخصصة بالجزائر.

انعدام البرمجة وكذا تخصيص أوقات للتدريس و الممارسة لكل الأنشطة البدنية بمختلف أنواعها (تعبيرية أو تربوية أو وقائية أو انشغالية أو رياضية أو ترفيهيةيفرض فراغا كبيرا في الحياة الطبيعية للكل الأشخاص في وضعية إعاقة هذا الفراغ هو الذي جعلنا نتدخل عاجلا بوضع برنامج ولو يكون في البداية عبارة على محاور أساسية للتدخل في عملية المرافقة (التكفل) وتفعيل العملية التربوية والبيداغوجية في نفس الوقت.

مفهوم النشاط البدني المكيف

ظهر المفهوم قي سنة 1973 عند تأسيس الفدرالية الدولية للنشاط البدني المكيف(IFAPA) من طرف البلجيكيين والكنديين. يستند النشاط البدني المكيف لتمارين ونشاطات بدنية والرياضة، حيث تعطى عناية خاصة لفائدة ولكفاءات الأشخاص القاصرين كالأشخاص في وضعية المعوقين وذوي الصعوبات (اجتماعية أو صحية و الشيخوخة و الخ.)

المفهوم الجزائري
النشاط البدني المكيف مفهوم حديث العهد بالجزائر، ادخل إلى الجزائر سنة 1994 و أدرج مباشرة ضمن البرامج التكوينية الأساسية والمتواصلة بالمركز الوطني لتكوين المستخدمين المختصين بمؤسسات الإعاقة بقسنطينة.

كمفهوم جديد في طريق التطورويعرف فقط لدى بعض المؤسسات المتخصصة بالإعاقة. يعرف كذلك عند الآخرين ببعض التسميات و أهمها : "الرياضة"، "التربية البدنية"، "التعبير الحركي أو الجسدي"، "الحركية أو التربية الحركية"، "الترفيه"، "اللعب التربوي"، "التربية النفسية الحركية"، "التربية الحسية"، الخ. كل هذه التسميات تعني بالنسبة للمتدخلين بالقطاع المتخصص، أنها مجرد نشطات ترفيهية أو انشغالية وهذا بعيد كل البعد عن الواقع مما يسمح بخلط للمفاهيم. يجب أن نتفق على مفهوم مشترك واحد وهو النشاط البدني المكيف. 

النشاط البدني هو مفهوم شامل وتتفرع منه مفاهيم جزئية موجهة إلى الفئات المستفيدة في الإطار المناسب.

الهدف من تحديد المصطلحات الصحيحة وكذلك الفئات المعنية بكل نشاط بدني والممارسة في الإطار الصحيح الذي يناسب كل فئة اجتماعية. يوضح النشاط بكل فروعه على مدى دمقرطة (تعميم) النشاط البدني الذي يوجه لكل الناس بدون استثناء وهذا بالطبع لتفادي الإقصاء والتهميش لفئة معينة.

المفاهيم: تحديد والتعرف على مختلف المفاهيم والفئات المستفيذة والمؤسسات(الإطار) المعنية.


مكانة النشاط البدني المكيف بالجزائر
يهدف النشاط البدني المكيف إلى تحقيق مجموعة من الأهداف ذات أولوية وهي تربوية واجتماعية، ولا تبدل بالفريق المختص (ليس بتقنية علاجية) بل تساهم بإعطائها بعدا "تربيا واجتماعيا" أكثر دلالة ويشارك في التكفل العلاجي والاجتماعي للأشخاص في وضعية المعوقين.

يقول الدكتور جييا سرفان (Dr. Jéa. Saravanne) في كتابه (النشطات البنية والإعاقة-1983) "الممارسة المنتظمة والمراقبة تضمن بالإضافة إلى ذلك المحافظة على الصحة وتساهم في التنمية واستقلالية الأشخاص في كل الأبعاد، وتسهل بالطبع سيرورات واستراتيجيات الدمج أو المشتركة الاجتماعية"

يسمح النشاط البدني المكيف للأشخاص في وضعية إعاقة و ذوي الصعوبات ، القدرة على التعبير بكافة استعداداتهم المحفوظة منها( الفيزيولوجية، السيكولوجية، العلائقية، الحركية، الحسية، الخ.) عن طريق مجمل النشاطات البدنية منها التعبيرية أو الحركية أو الرياضية.

لنشاط البدني المكيف والشخص في وضعية إعاقة
الإعاقة والنشاط البدني
في الماضي القريب كلمتان كانتا لهما فرص ضئيلة للتعايش ولحسن الحظ تخطت الآن العراقيل والإيديولوجيات وأصبحوا كل الأشخاص في وضعية إعاقة وذوي الصعوبات، من المكن أن يحصلوا على الفوائد والإيجابيات المتعلقة بخصوصيات النشاط البدني والتي كانت حكرا على الأشخاص العاديين.

تمكنوا من إثبات بجدارة وعزم على جعل الرياضة في متناولهم ولقد تكيفت مع مطالبهم الخاصة والطبيعية. نتائج من المستوى العالمي والجهوي (ألعاب شبه أولمبية وقارية وبطولات) أثـبت لنا جميعا على مدا الكفاءات العالية التي يتمتعون بها لتجاوز الصعوبات والإعاقة والحصول على نتائج مذهلة ولقد كانت غير متوقعة عند الغالبية من الناس...

من الممكن أن يرفع النشاط البدني المكيف التحدي لتفضيل الدمج بالنسبة لكل الأشخاص في وضعية إعاقة أو ذوي الصعوبات للتكيف والتعلم في ممارسة نشاطاتهم المختلفة.

الظروف الحالية
لم تلبي المنظومات التربوية والاجتماعية، التوقعات المتعلقة بالفئة المعنية من إعاقة حركيا وحسيا وذهنا، الخ. الإصلاحات التربوية الحالية (وزارة التربية الوطنية) لم تأخذ بعين الاعتبار المطالب الخاصة للأشخاص في وضعية إعاقة وذوي الصعوبات لتسهيل الدمج المشاركة في الحياة المدرسية والمهنية والاجتماعية.

الصعوبات التي تتعرض تعميم النشاط البدني المكيف راجعة لعدة أسباب وأهمها:
1.القصور الحركي الدماغي بمستوياته المختلفة.
2.الإعاقة البصرية بمستوياتها المختلفة.
3.الأوتيسية أو الذهانية أو الانطوائية (التوحدي).
4.التخلف الذهني بمستوياته المختلفة.
5.الصعوبات الاجتماعية (الحدث، المسعف، المسجون)
6.الإعاقة السمعية أو الكلامية أو اللغوية بمستوياتها المختلفة.
7.الاضطرابات السلوكية والانفعالية.
8.صعوبات التعلم الأكاديمية والإنمائية(التأخر الدراسي وبطء التعلم)
9.الحالات الصحية الخاصة (الأمراض المزمنة).
10.العطاء والموهبة أو الإبداعي المتفوق.
11.الإدمان ( المخدرات والتدخين و الكحول)
12.الإعاقة المتعلقة بالوزن أو السمنة.
13.الشيخوخة.
14.حالات أخرى (المرأة الحامل)

النشاط البدني المكيف والتكفل الحقيقي
الركود الذي يسود هذا النشاط يدفعنا للتساؤل عن ما هو السبب أو العائق الذي يجعلها غير مبرمجة في أغلب المؤسسات المتخصصة وهذا رغم القوانين والإطارات التربوية التي حصلت على معرفة كافية في هذا المجال منذ سنوات عديدة كنشاط تربوي يدرس كباقي النشاطات الأخرى.

النشاطات البدنية رهينة التصرفات من بعض المعنيين في القطاع الاجتماعي رهينة حسب رغبة وأذواق المدير أو المربي إذا كان رياضي أو ضد الرياضة.

لم يعطى للنشاط البدني المكيف المكانة اللائقة والصحيحة ضمن المشاريع التكفلية بالمؤسسات المتخصصة رغم الدور الإيجابي والمهم في تربية وتكوين و ترقية كل هؤلاء الأشخاص وهو بمثابة مطلب وحق شرعي لا بد من توفيره لكل الأشخاص المعنيين بهذا النشاط لخدمتهم ومساعدتهم الطبيعية والقانونية. 

الخدمات ذات طابع تربوي، اجتماعي وصحي تسمح لهاؤء الأشخاص  أن يعبروا ويثبتوا وجودهم وتكون لهم مكانة حقيقية ضمن مجتمعنا ليشاركوا ويساهموا في التنمية الوطنية الشاملة.

المؤسسة والأولياء والمربين والأخصائيين والجمعيات الذين يراهنون كلهم على الدمج ، أن يعملوا سويا لتوفير كل الفرص وتعبئة كل الطاقات الحسنة لخدمة هاته الشريحة من الأشخاص، إذا توفرت الإرادة الكافية من كل الجهات وبالأخص من طرف كل الإطارات المسئولة والمعنية، بالتفكير في وضع برنامجا مناسبا ومكيفا في النشاطات البدنية المكيفة وبالتدخل النشيط للفريق المتعدد التخصصات سيوفر لا محالة إلى كل الأشخاص المعنيين مجموعة من الخدمات المؤهلة والمناسبة لتسهل عليهم الحياة ومن هنا تكون بداية نهاية الإقصاء والتهميش وهذا بدءا من الحياة المؤسساتية.

الشخص  في وضعية إعاقة
كل فرد يحتاج طوال حياته أو خلال فترة من حياته إلى خدمات خاصة لكي ينمو يتعلم ويتدرب حتى يتوافق مع متطلبات الحياة اليومية أو الوظيفية أو المهنية،  ويشارك كذلك في عمليات التنمية الاجتماعية والاقتصادية بقدر ما يملك من طاقاته كشخص وكمواطن.

هو كل شخص تتطلب تطورات نموه ، أو إمكانات تعليمه، عناية خاصة بالإضافة إلى العادية التي تتعدى إمكانات المؤسسة العادية للطفل في الظروف العادية ، لفترة قد تطول، أو تقصر على حسب الحاجة ثم بعدها يسهل له الدمج التدريجي في المدرسة أو المؤسسة المهنية.

هو الشخص "الذي يعاني من صعوبة" تقدم له تربية "خاصة" هو شخص ينحرف انحرافا ملحوظا عما يعتبره "عاديا" ويتطلب تعديلات رئيسية في المتطلبات التربوية والمدرسية وينتمي الفرد ذو الحاجات الخاصة إلى فئة أو أكثر من الفئات التالية:

القصور الحركي الدماغي بمستوياته المختلفة -

الإعاقة البصرية بمستوياتها المختلفة 
- الأوتيسية أو الذهانية أو التوحدي
- التخلف الذهني بمستوياته المختلفة
- الصعوبات الاجتماعية )الحدث، المسعف، المسجون(
- الإعاقة السمعية أو الكلامية أو اللغوية بمستوياتها المختلفة
- الاضطرابات السلوكيةوالانفعالية
- صعوباتالتعلم الأكاديمية والإنمائية)التأخر الدراسي وبطء التعلم(
- الحالات الصحية الخاصة )الأمراض المزمن (  
- العطاء و الموهبة أو الإبداعي المتفوق 
- الإدمان  )المخدرات والتدخين و الكحول )
- الإعاقة المتعلقة بالوزن أو السمنة
- الشيخوخة.
- حالات أخرى (الحامل)

    النشاط البدني المكيف والتكفل الحقيقي
    النشاط البدني المكيف ضروري ومهم لكل الأشخاص في وضعية إعاقة وذوي الصعوبات كوسيلة بيداغوجية نشيطة تلعب دورا كبيرا في التكفل الحقيقي والدمج الاجتماعي وتتدخل في ثلاثة محاور أساسية هي:

      -المحور التربوي: التنمية البدنية القاعدية ( تنمية فيزيولوجية وحركية وحسية وعقلية، سيكولوجية، الخ.)
      -المحور الاجتماعي: الدمج الاجتماعي (الاستقلالية وتنمية علائقية والتكيف ، الخ.)
      -المحور الصحي: اكتساب العامل الصحي ( تعزيز المناعة من الأمراض المزمنة و من الانحرافات، الخ.) تطغى الوقاية على الطابع العلاجي (النشاط البدني المكيف: يساهم في الجانب العلاجي فقط)

    الأهداف العامة
    تهدف النشاطات البدنية المكيفة عن طريق خصوصياتها إلى مساعدة ومرافقة كل الأشخاص وضعية إعاقة علي إبراز كفاءتهم وقدراتهم البدنية والنفسية والحركية والحسية لكي تنمى وتستغل عن طريق النشاطات التعبيرية الحركية، عن طريق النشاطات البدنية الترفيهية أو عن طريق النشاطات الرياضية.

    برمجتها وإدماجها في برنامج التكفل بالمؤسسة المتخصصة، ستأخذ مكانتها الحقيقية والطبيعية وتصبح من أهم النشاطات التربوية الحيوية المفيدة للأشخاص المعنيين، ليثبتوا وجودهم ضمن الجماعة والمجتمع.

    أهم اغايات التي نطمح جميعا لتحقيقها:
    1.التعبير الكلي وإثبات الوجود والخروج من الانطواء.
    2.تنمية الوظائف الفيزيولوجية لتعزيز العامل الصحي.
    3.تنمية الوظائف الحركية للتحكم في الجسم والتخفيف من الاضطرابات.
    4.تنمية السيكولوجية والذهنية لتعزيز الشخصية والثقة في النفس والاستقرار الشامل.
    5.تنمية الاستقلالية للتكفل بالذات.
    6.تنمية علائقية والجتمعة.
    7.ديناميكية سيرورة الدمج.

    استعمال النشاط البدني المكيف كوسيلة تربوية آلتي من الممكن أن تسمح بتنمية وسائل أخرى للتواصل، أي التواصل الجسدي بالإضافة إلى الأصناف الأخرى للاتصال المعروفة.

    كيفيات التواصل
    يمرر الإنسان معلومات كثيرة ومتنوعة بواسطة كل الجسم وليس فقط عن طريق الحبال الصوتية، إن الجسم كوسيلة للتعبير والتواصل لدا كل شخص استيعاب وفهم هذه الحقيقة الأساسية ستسمح للخروج نحو مجتمع تواصلي لكن هذا الوعي لابد أن يمر بتغيير النظرة الموجهة إلى الآخرين وكذا بمعرفة جيدة لوظيفة الجسم والتحكم فيه.

    يتدخل المنشط لتنمية و/أو توظيف كيفيات أخرى للتواصل خاصة مع الأشخاص المعوقين وذوي الصعوبات وهذا لتخفيف من إشكاليات التواصل معهم وبإمكانه أن يوصل المعلومات الكاملة وبإخلاص واحترافية أثناء الفعل التربوي.

    يخاطب المربي الشخص ككل أي "بشمولياته"، إننا نخاطب الإنسان الذي يعيش إعاقة ما وسط محيطه الاجتماعي و ليس قاصرا.

    المنشط أو المربي الذي تعترضه مشكلة التواصل مع أي شخص، لابد أن يستعمل أو يستنجد بوسائل أخرى كالتواصل الجسدي (كل التمارين البدنية) بالإضافة إلى التخطيط أو الألوان، الخ. وهذا للتخفيف من المشكلة. يجب على المربي أن يخطى الخطوة الأولى ويقطع النصف المسافة نحو الشخص المعني، حيث يضع نفسه تلقائيا في الجانب البدني والذي يشكل بالطبع الدعم المفضل في التواصل مع الشخص المستفيد. التدخل الفعلي للمربي سيسمح له بتعزيز عملية التكفل والنجاح السريع في التقرب من المعني.

    دور النشاط البدني المكيف في التنمية البدنية "الشاملة"
    يلعب النشاط البدني المكيف دورا أساسيا في التنمية البدنية الشاملة لدا الأشخاص في وضعية إعاقة.

    من الأهم أن نفرق بين النشاط البدني والذي يعبر على ممارسة أنواع كثيرة من التمارين البدنية والمتعلقة مباشرة بمستوى اللياقة البدنية للشخص الممارس (عمل قاعدي ) والرياضة التي تهدف بالخصوص إلى الحصول على نتيجة رياضية مع مراعاة بعض القوانين المتعلقة بالعمل التقني أو الفني.

    يسمح النشاط البدني المكيف بالاستعانة بوسائل تعليمية مكيفة (الملحق) لممارسة النشاط البدني والتي تستجيب للحاجيات الحقيقية للمستفيد ليجد في الأخير نفس الفوائد لدا الشخص العادي رغم الصعوبات التي يعيشها.

    يهدف النشاط البدني المكيف إلى تحقيق غاية على المدى القريب وهي، التحضير البدني (اكتساب القاعدة البنية) باستعمال القدرات البدنية وهي قدرات فردية (قاعدة بدنية طبيعية) والتي تعتبر عن طريق الممارسة البدنية. اكتساب هته القدرات البدنية هو بمثابة الحصول على مؤهلات وكفاءات حركية والتحكم في مجمل المميزات الفيزيولوجية (العضوية) والبيوميكانيكية (الحركية الحيوية) والبيوطاقوية (الطاقوية الحيوية) والسيكولوجية (النفسانية) والتي تسمح باستغلالها لبناء حركية مهيكلة وتنمية قدرة التعبير الشامل.

    ثلاثة أصناف من القدرات البدنية:
    1.القدرات الفيزيولوجية كالتحمل والمقاومة.
    2.قدرات البراعة كالتنسيق والمرونة و المهارة والتوازن والرشاقة.
    3.قدرات التمكين كالقوة والسرعة.

    تنمية بكفاءة كبيرة كل هذه القدرات البدنية، يعني وضع أحسن استراتيجية للمساهمة في التنمية الكافية والتوازن في أصناف القدرات البدنية الثلاثة المذكورة أعلاه.

    إجراءات التنمية للقدرات البدنية هي تختلف بحدة حسب الأشخاص المعنيون، إلى الشباب المبتدئ أو إلى المتدرب.

    أثناء مرحلة التدريب أو التدريس (من 01 إلى 02 سنة)، تنمية قدرة واحدة تسمح بالتحسين التدريجي لمجمل القدرات البدنية الأخرى وبعد هذه المرحلة تصبح التنمية للقدرات البدنية فردية أو مشخصة، أي بمعنى آخر، بقدرة بدنية واحدة تنمي الأخرى لكل صنف منها ونأخذ في نفس الوقت بعين الاعتبار التوازن البدني الشامل (لا تنمى قدرة بدنية على حساب أخرى)


    رشيد بوكراع